كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



708- الحَدِيث السَّادِس عشر:
عَن عبد الله بن عمر قَالَ مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَعْد وَهُوَ يتَوَضَّأ فَقَالَ مَا هَذَا السَّرف يَا سعد قَالَ أَو فِي الْوضُوء سرف قَالَ نعم وَإِن كنت عَلَى نهر جَار. قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطَّهَارَة فِي بَاب مَا جَاءَ فِي الْقَصْد فِي الْوضُوء من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن حييّ بن عبد الله الْمعَافِرِي عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بِسَعْد وَهُوَ يتَوَضَّأ فَقَالَ: «مَا هَذَا السَّرف» فَقَالَ أَفِي الْوضُوء إِسْرَاف قَالَ: «نعم وَإِن كنت عَلَى نهر جَار» انْتَهَى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْعشْرين مِنْهُ وَلم يعزه الطَّيِّبِيّ إِلَّا لمُسْند أَحْمد وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور.
709- الحَدِيث السَّابِع عشر:
كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا سُئِلَ شَيْئا وَلَيْسَ عِنْده أعرض عَن السَّائِل وَسكت حَيَاء قلت غَرِيب وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الْوَاحِد وَالْأَرْبَعِينَ وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْجِهَاد من حَدِيث أنس بن مَالك قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يسْأَل شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ أَو سكت وَفِيه قصَّة حنين قَالَ الْحَاكِم صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَقد ذَكرْنَاهُ بِتَمَامِهِ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة وَيقرب مِنْهُ حَدِيث أَيْضا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْخَطِيب حَدثنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق القلوسي حَدثنَا الْحسن بن عَنْبَسَة حَدثنَا مُحَمَّد ابْن كثير الْكُوفِي عَن أبي الْعَلَاء الْخفاف عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن حَبَّة العرني عَن عَلّي قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا سُئِلَ شَيْئا فَأَرَادَ أَن يَفْعَله قَالَ نعم وَإِذا أَرَادَ أَن لَا يفعل سكت وَلم يقل قطّ لشَيْء لَا فَأَتَاهُ أَعْرَابِي يَوْمًا فَسَأَلَهُ فَسكت ثمَّ سَأَلَهُ فَسكت فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كالمنتهر لَهُ: «سل مَا شِئْت فَقَالَ أَسأَلك رَاحِلَة قَالَ لَك ذَلِك قَالَ وَزَادا قَالَ لَك ذَلِك أَعْطوهُ مَا سَأَلَ فَأَعْطوهُ ثمَّ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كم بَين مَسْأَلَة الأعرابي وَمَسْأَلَة عَجُوز بني إسرائيل إِن مُوسَى لما أَمر أَن يقطع الْبَحْر فَانْتَهَى إِلَى آخِره ضربت وُجُوه الدَّوَابّ فَرَجَعت فَقَالَ مُوسَى يَا رب فَقَالَ إِنَّك عِنْد قبر يُوسُف فَاحْتمل عِظَامه مَعَك فَجعل مُوسَى لَا يدْرِي أَيْن هُوَ قَالُوا إِن كَانَ أحد يُعلمهُ فعجوز بني إسرائيل فَأرْسل إِلَيْهَا مُوسَى فَسَأَلَهَا عَنهُ فَقَالَت وَالله لَا أدلك عَلَيْهِ حَتَّى تُعْطِينِي مَا أَسأَلك فَقَالَ لَك ذَلِك قَالَت فَإِنِّي أَسأَلك أَن أكون مَعَك فِي الْجنَّة فَجعل مُوسَى يرادها فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَن أعْطهَا ذَلِك فَإِنَّهُ لَا ينْقصك فَأَعْطَاهَا ودلته عَلَى الْقَبْر فَأخْرج الْعِظَام وَجَاوَزَ الْبَحْر» انْتَهَى.
710- الحَدِيث الثَّامِن عشر:
عَن جَابر قَالَ بَينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالس إِذْ أَتَاهُ صبي فَقَالَ إِن أُمِّي تستكسيك درعا فَقَالَ من سَاعَة إِلَى سَاعَة تظهر فعد إِلَيْنَا فَذهب إِلَى أمه فَقَالَت لَهُ قل لَهُ إِن أُمِّي تستكسيك الدرْع الَّذِي عَلَيْك فَدخل دَاره وَنزع قَمِيصه وَأَعْطَاهُ وَقعد عُريَانا وَأذن بِلَال وَانْتَظرُوا فَلم يخرج إِلَى الصَّلَاة.
711- الحَدِيث التَّاسِع عشر:
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعْطى الْأَقْرَع بن حَابِس مائَة من الْإِبِل وعيينة بن حصن فجَاء عَبَّاس بن مرداس وَأَنْشَأَ يَقُول:
أَتجْعَلُ نَهْبي وَنهب العبيد ** بَين عُيَيْنَة والأقرع

وَمَا كَانَ حصن وَلَا حَابِس ** يَفُوقَانِ جدي فِي مجمع

وَمَا كنت دون امْرِئ مِنْهُمَا ** وَمن تضع الْيَوْم لَا يرفع

فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا بكر اقْطَعْ لِسَانه عني أعْطه مائَة من الْإِبِل» فَنزلت.
قلت رَوَاهُ فِي مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث عَبَايَة بن رِفَاعَة عَن رَافع بن خديج قَالَ أعْطى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا سُفْيَان بن حَرْب وَصَفوَان ابْن أُميَّة وعيينة بن حصن والأقرع بن حَابِس كل إِنْسَان مِنْهُم مائَة من الْإِبِل وَأعْطَى عَبَّاس بن مرداس دون ذَلِك فَقَالَ عَبَّاس بن مرداس.. فَذكر الشّعْر بِعَيْنِه قَالَ فَأَتمَّ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائَة انْتَهَى.
إِلَّا أَنه قَالَ فِي الشّعْر بدر عوض حصن وَقَالَ مرداس عوض جدي وَقَالَ من يخْفض عوض وَمن يضع وَزَاد الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة وَابْن إِسْحَاق حَدثنَا عبد الله بن أبي بكر بن حزم وَغَيره.. فَذكر الْقِصَّة وَفِي آخرهَا اذْهَبُوا فَاقْطَعُوا عني لِسَانه فوادوه حَتَّى رَضِي فَكَانَ ذَلِك قطع لِسَانه، وَكَذَلِكَ ذكره ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة الطَّائِف من قَول ابْن إِسْحَاق وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة الْعَبَّاس بن مرداس من قَول عُرْوَة بن الزُّبَيْر وَمن قَول عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد.. فَذكر الْقِصَّة وفيهَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اقْطَعُوا لِسَانه عني» فَأعْطَاهُ مائَة من الْإِبِل وَيُقَال خمسين وَفِي رِوَايَة عُرْوَة فَأعْطَاهُ حلَّة وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي غَزْوَة هوَازن حَدثنَا ابْن أبي الزِّنَاد قَالَ وَأعْطَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمئِذٍ الْأَقْرَع بن حَابِس مائَة من الْإِبِل وَأعْطَى عُيَيْنَة الْفَزارِيّ أَيْضا مائَة وَأعْطَى الْعَبَّاس بن مرداس أَرْبعا من الْإِبِل فَقَالَ يُعَاتب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فَذكر الشّعْر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْطَعُوا عني لِسَانه فَأَعْطوهُ مائَة من الْإِبِل».
712- الحَدِيث الْعشْرُونَ:
فِي الحَدِيث: «من قفا مُؤمنا بِمَا لَيْسَ فِيهِ حَبسه الله فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي بالمخرج» قلت غَرِيب، وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْقَضَاء من حَدِيث عمَارَة بن غزيَّة عَن يَحْيَى بن رَاشد عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَمن قَالَ فِي مُؤمن بِمَا لَيْسَ فِيهِ أسْكنهُ الله ردغة الخبال حَتَّى يخرج مِمَّا قَالَ» مُخْتَصر وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْبيُوع عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمن قَالَ فِي مُؤمن مَا لَيْسَ فِيهِ حَبسه الله فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي بالمخرج» مُخْتَصر وَصَححهُ وَرَوَى أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْخمسين وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عبد الله بن الْمُبَارك عَنهُ عَن يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبد الله بن سُلَيْمَان أَن إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى الْمعَافِرِي حَدثهُ عَن سهل بن معَاذ بن أنس عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من قفا مُؤمنا بِمَا لَيْسَ فِيهِ يُرِيد شينه بِهِ حَبسه الله عَلَى جسر جَهَنَّم حَتَّى يخرج مِمَّا قَالَ» مُخْتَصر.
وَلَفظ المُصَنّف رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث من قَول حسان بن عَطِيَّة قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن حسان بن عَطِيَّة قَالَ من قفا مُؤمنا بِمَا لَيْسَ فِيهِ وَقفه الله فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي بالمخرج مِنْهُ انْتَهَى قَالَ والقفو الْقَذْف يُقَال قَفَوْت الرجل أَقْفُوهُ إِذا قَذَفته انْتَهَى، ولم يُورِدهُ صَاحب النِّهَايَة إِلَّا من قَول حسان بن عَطِيَّة.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي الْجُزْء الَّذِي جمعه من أَحَادِيث حَمْزَة الزيات عَن حَمْزَة الْجَزرِي عَن مطر الْوراق عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «من قذف مُؤمنا أَو مُؤمنَة حبس فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي الله بالمخرج» مُخْتَصر وَرَوَاهُ فِي مُسْند الشاميين من حَدِيث مطر الْوراق عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوه سَوَاء.
713- الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ:
رُوِيَ أَنه لما تزاحف الْفَرِيقَانِ يَوْم بدر وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَريش مَعَ أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يَدْعُو وَيَقُول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك عَهْدك وَوَعدك» ثمَّ خرج وَعَلِيهِ الدرْع يحرض النَّاس وَيَقُول: {سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر} وَلَعَلَّ الله تَعَالَى أرَاهُ مصَارِعهمْ فِي مَنَامه فَكَانَ يَقُول حِين ورد مَاء بدر «وَالله لكَأَنِّي أنظر إِلَى مصَارِع الْقَوْم» وَهُوَ يومي إِلَى الأَرْض وَيَقُول «هَذَا مصرع فلَان هَذَا مصرع فلَان» فَتَسَامَعَتْ قُرَيْش بِمَا أوحى إِلَى رَسُول الله من أَمر بدر وَمَا أرِي فِي مَنَامه من مصَارِعهمْ وَكَانُوا يَضْحَكُونَ ويستسخرون قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ بعضه فروَى البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قبَّة يَوْم بدر «اللَّهُمَّ إِنِّي أنْشدك عَهْدك وَوَعدك اللَّهُمَّ إِن تشَاء لَا تعبد الْيَوْم» فَأخذ أَبُو بكر بِيَدِهِ فَقَالَ حَسبك فَخرج وَهُوَ يَقُول: {سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر}. انْتَهَى.
وَرَوَى مُسلم فِي الْمَغَازِي فِي قصَّة الطَّائِف عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا مصرع فلَان» وَيَضَع يَده عَلَى الأَرْض هَاهُنَا وَهَاهُنَا قَالَ فَمَا مَاطَ أحدهم عَن مَوضِع يَد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
714- الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ:
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا خيل الله ارْكَبِي» قلت رَوَاهُ الْحَازِمِي فِي كِتَابه النَّاسِخ والمنسوخ فِي بَاب حَدِيث الْمثلَة حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْفَارِسِي أَنا يَحْيَى بن عبد الْوَهَّاب أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد الْكَاتِب أَنا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا إِسْحَاق بن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحسن بن شَقِيق. سَمِعت أبي يَقُول حَدثنَا أَبُو حَمْزَة عَن عبد الْكَرِيم وَسُئِلَ عَن أَبْوَال الْإِبِل فَقَالَ حَدثنِي سعيد بن جُبَير عَن الْمُحَاربين فَقَالَ كَانَ نَاس أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا نُبَايِعك عَلَى الْإِسْلَام فَبَايعُوهُ وهم كذبة لَيْسَ الْإِسْلَام يُرِيدُونَ ثمَّ قَالُوا إِنَّا نَجْتَوِي الْمَدِينَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: «هَذِه اللقَاح تَغْدُو عَلَيْكُم وَتَروح فَاشْرَبُوا من أَلْبَانهَا وَأَبْوَالهَا» فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ جَاءَ الصَّرِيخ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَن قتلوا الرَّاعِي وَسَاقُوا النعم فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُوديَ فِي النَّاس «يَا خيل الله ارْكَبِي» فَرَكبُوا لَا ينْتَظر فَارس فَارِسًا وَركب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَثَرهم فَلم يزَالُوا فِي طَلَبهمْ حَتَّى أَدْركُوهُم فَقتل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقطع وَسمر الْأَعْين قَالَ وَمَا مثل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل وَلَا بعد وَنَهَى عَن الْمثلَة وَكَانَ أنس بن مَالك يَقُول نَحْو ذَلِك غير أَنه قَالَ وَأَحْرَقَهُمْ بالنَّار بَعْدَمَا قَتلهمْ انْتَهَى.
وَفِي عُيُون الْأَثر لأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي فِي بَاب غَزْوَة بني قُرَيْظَة قَالَ وَرَوَى ابْن عَابِد أَخْبرنِي الْوَلِيد بن مُسلم أَخْبرنِي سعيد بن بشير عَن قَتَادَة قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْأَحْزَاب مناديا يُنَادي: «يَا خيل الله ارْكَبِي». انْتَهَى.
وَعَجِيب من السُّهيْلي كَيفَ عزا هَذِه اللَّفْظَة لمُسلم ذكره فِي الرَّوْض الْأنف فِي أول غَزْوَة حنين وَهِي أَوَاخِر الْكتاب وَأما أَبُو دَاوُد فَإِنَّهُ قَالَ فِي كتاب الْجِهَاد فِي سنَنه بَاب النداء عِنْد النفير «يَا خيل الله ارْكَبِي». ثمَّ رَوَى بِسَنَدِهِ عَن سَمُرَة بن جُنْدُب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمّى خَيْلنَا خيل الله وَفِيه نظر لمن تَأمله وَهُوَ فِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم من قَول عَلّي رَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الْإِسْرَاء من حَدِيث أبي نَضرة عَن أَسِير بن جَابر قَالَ قَالَ لي صَاحب وَأَنا بِالْكُوفَةِ هَل لَك فِي أَن تنظر رجلا.. فَذكر قصَّة أويس الْقَرنِي إِلَى أَن قَالَ فَنَادَى مُنَادِي عَلّي يَا خيل الله ارْكَبِي وَأَبْشِرِي.. الحَدِيث بِطُولِهِ، وهُوَ فِي كتاب الرِّدَّة لِلْوَاقِدِي من قَول خَالِد بن الْوَلِيد فَقَالَ حَدثنِي مُحَمَّد ابْن صَالح بن دِينَار عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة عَن مَحْمُود بن لبيد أَن خَالِد بن الْوَلِيد قَالَ لأَصْحَابه يَوْم الْيَمَامَة يَا خيل الله ارْكَبِي فَرَكبُوا وَسَارُوا إِلَى بني حنيفَة فَقَتَلُوهُمْ وَأسرُوهُمْ مُخْتَصر.
715- الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ:
قَالَ المُصَنّف فِي الرَّد عَلَى أهل السّنة تَفْضِيلهمْ الْبشر عَلَى الْمَلَائِكَة وَقد لَفَظُوا أَخْبَارًا مِنْهَا مَا رووا أَن الْمَلَائِكَة قَالَت رَبنَا إِنَّك أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا يَأْكُلُون مِنْهَا ويتمتعون وَلم تُعْطِنَا ذَلِك فَأَعْطِنَاهُ فِي الْآخِرَة فَقَالَ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أجعَل ذُرِّيَّة من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ قلت هَذَا الحَدِيث رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَجَابِر فَحَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن خَالِد المصِّيصِي حَدثنَا حجاج بن مُحَمَّد الْأَعْوَر حَدثنَا أَبُو غَسَّان مُحَمَّد بن مطرف عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَن الْمَلَائِكَة قَالَت يَا رب أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا يَأْكُلُون فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَيلبسُونَ وَنحن نُسَبِّح بحَمْدك وَلَا نَأْكُل وَلَا نشرب وَلَا نَلْهُو فَكَمَا جعلت لَهُم الدُّنْيَا فَاجْعَلْ لنا الْآخِرَة قَالَ لَا أجعَل ذُرِّيَّة من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ». انْتَهَى.
وَرَوَاهُ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن حنيفَة الوَاسِطِيّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن ماهان حَدثنَا أبي حَدثنَا طَلْحَة بن زيد عَن صَفْوَان بن سليم بِهِ سندا ومتنا وَقَالَ لم يروه عَن صَفْوَان إِلَّا طَلْحَة بن زيد وَأَبُو غَسَّان وَتفرد بِهِ عَن طَلْحَة مُحَمَّد بن ماهان وَتفرد بِهِ عَن أبي غَسَّان حجاج الْأَعْوَر.. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره من قَول زيد بن أسلم فَقَالَ حَدثنَا معمر عَن زيد بن أسلم قَالَ قَالَت الْمَلَائِكَة يَا رَبنَا أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا يَأْكُلُون مِنْهَا وَيَتَنَعَّمُونَ وَلم تُعْطِنَا ذَلِك فَأَعْطِنَاهُ فِي الْآخِرَة فَقَالَ الله وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أجعَل صَالح ذُرِّيَّة من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ انْتَهَى.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله: رَوَى عبد الْمجِيد بن أبي رواد عَن معمر عَن زيد ابْن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَت الْمَلَائِكَة أَي رب أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا فَأَعْطِنَا الْآخِرَة فَقَالَ الله تَعَالَى لَا أجعَل صَالح ذُرِّيَّة من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ» وَقد رَوَاهُ سُرَيج بن يُونُس عَن عبد الْمجِيد فَوَقفهُ وَهُوَ أصح انْتَهَى كَلَامه.
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية كَذَلِك وَقَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَكَانَ الْحميدِي يتَكَلَّم فِي عبد الْمجِيد وَقَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار ويروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك انْتَهَى.
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات فِي بَاب وَصفه تَعَالَى بِالْيَدِ أخبرنَا عَلّي بن أَحْمد بن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبيد الصفار حَدثنَا جُنَيْد ابْن حَكِيم حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا عبد ربه بن صَالح قَالَ سَمِعت عُرْوَة بن رُوَيْم اللَّخْمِيّ يحدث عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لما خلق الله آدم وَذريته قَالَت الْمَلَائِكَة يَا رب خلقتهمْ يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ وَيَنْكِحُونَ فَاجْعَلْ لَهُم الدُّنْيَا وَلنَا الْآخِرَة فَقَالَ الله لَا أجعَل من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين حَدثنَا أَحْمد بن يعلي الدِّمَشْقِي حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا عُثْمَان بن علاق قَالَ سَمِعت عُرْوَة بن رُوَيْم بِهِ.